الشباب بين مطرقتين " ألسنة القوم ، واستشراء البطالة "

لقطة بعدستي فتاة تكسب لقمة عيشها بكرامة
لايخفى على الجميع إن مجتمعنا اليوم قد أمتلئ في المشكلات التي تغلغلت فيه منذ زمن وظلت عالقة إلى يومنا هذا ، فالبعض سعى جاهداً في معالجتها والبعض الآخر على العكس ، ومن أهم هذه المشكلات " مشكلة العيب من العمل " ، فكم من شابٍ أو رجلٍ يمتنع عن الكسب الشريف ليقتات منه ويلبّي حاجاته وحاجات عائلتهِ خشية بعض الأقاويل والعادات الأجتماعية ، ونسى وتناسى قولهِ تعالى " وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ }التوبة105
ولا شكَ أن ألسنةَ الناس لا ترحمَ أحداً صغيراً كان أو كبيراً ، ودائماً مانسمع " عيب عليك تشتغل بهذا الشغل أنت صاحب الحسب والنسب .... و .. و .." ، وهنا أصبح الشاب بين مطرقتين ، بين البطالة والفقر السائد في المجتمع ، وبين "العيب" الذي أصبح كحجر عثرةٍ في طريقهِ لكسبِ العيش الكريم .

فبعض التقاليد في مجتمعنا نتيجة بُعدها عن الإيمان الحقيقي تفشّت في المجتمع وأخذت مأخذها من الشريحة الشبابية التي يُفترض أن تكون محور النهضة والعمران والبناء في البلد .

وربما استشراء الثقافة الأستهلاكية والعولمة أخذت تلعب دورها ، فصار الشباب ينظر للعمل على شكل مكتب فاخر الأثاث ، وثياب أنيقة و ... ، لذلك يجدون العمل الميداني عيباً ، فالحقيقة أن مجتمعنا إن لم يخرج من هذه الأطر سوف يبقى في مكانهِ ردحاً طويلاً من الزمن .

تنبيه : المرجوا عدم نسخ الموضوع بدون ذكر مصدره المرفق بالرابط المباشر للموضوع الأصلي وإسم المدونة وشكرا
Facebook
Google
Twitter
0
علي الخليفاوي

0 التعليقات: