داخل كل منا جره مكسورة ..!!

يحكى أنه كان هناك امرأة عجوز لديها جرتان كبيرتان.. تحمل كل واحدة منهما على طرف العصا التي تضعها على رقبتها..
احدى الجرتين كان بها كسر على جانبها والأخرى سليمه..في نهاية الطريق الطويل من الجدول إلى منزل العجوز
كانت الجرة المكسوره توصل نصف كمية الماء فقط..
وكان هذا حال العجوز لمدة عامين.. تعود إلى بيتها وهي تحمل جرة كاملة وأخرى نصف مملوءة بالماء..
وظلت الجرة المكسورة بائسة وخجلة من عدم اتقانها ..وشعرت بالحزن والبؤس لكونها تستطيع تقديم نصف ما صنعت لأجله..
بعد مضي عامين من ادراكها لفشلها المرير..
تحدثت إلى العجوز يوما قرب جدول الماء:
(أنا خجلة من نفسي لأن ذلك الكسر في جانبي جعل الماء يتسرب على طول طريق عودتك إلى المنزل)
ابتسمت العجوز قائلة:

(هل لاحظت أن هناك زهورا على الجانب الذي تمرين به وليس على جانب الجرة الأخرى !!)
ذلك لأنني دائما كنت أعلم بفيضك ..لذلك وضعت بذورا للأزهار على الجانب الذي تمرين به ..وكل يوم عند عودتنا كنت أنت من يسقي هذه الزهور..
لمدة عامين كنت محظوظة بقطف هذه الأزهار الجميله لأزين بها طاولتي ...
من دون أن تكوني أنت كما أنت عليه..لم يكن هذا الجمال ليكون موجودا ليجمل منزلي )
لكل منا فيضه الفريد.. لكن وحده ذلك الكسر والفيض الذي يملكه كل منا.. هو الذي يجعل حياتنا معا ممتعة وذات قيمه..
علينا أن نقبل الأشخاص بما هم عليه ..ونرى فقط الأجمل بداخلهم.. "مما راق لي"