[ مَــــرارةُ الـــــرَحيـــــلْ ]

شَيئاً فشَيئاً إنقضَى النهَارْ ، وهَا هوَ الليلُ البهَيم يَلفُ أركاني بإلوانِ الظلامْ 
فلم يبقَ سُوى الهَمس المَريرْ ، ومسرىً للدموع .. شَيئاً أليمــاً إسمهُ [ الرَحيلْ ]
أبي .. أبي .. ياجُرح عمُري الذي ألهمني الحياةْ .. وهكذا غابَ عن الحياةْ ..
كمَا تأفُل الشمسْ فإذا الظُلمة تطَوي الأرضْ فهي مُدلهمّة .. وذوتْ أنفاسهُ العابقةْ فيها
كمَا تَذويْ النَظرةُ في روضٍ بَهيجْ .. فإذا هوَ بلقعٍ يُباب .. فلا تلكَ النفسُ الضاحكةْ
تغمُر الوجود بالأنُسِ والحَبور .. ولا ذلكَ القلبُ النَدي السَاطعْ الرّفاف يملأُ أجواءهُ الطيِبْ
والشذا .. لقَد ذهبتْ النفسُ إلى بارئِها .. وإنقلبَ الفؤاد الأرفع على جناحِ المَنيةِ إلى 
رحِابْ الغيبْ لتَندى بهِ صَفحاتُها .. وبَقيّ ذلكَ الصـَوتُ العظيمْ وعياً في القلوبْ ..
وفهماً في الألبابْ .. ومَنــــــــارةً على الطـــريقْ .. كفكفي يا أُمي دمعكِ السجام لِفراقهِ
الأليم .. فليس لهُ إلا أنَ يَرحلْ .. وكُل من عليها فان .
لا تقصــدُ المَــــوتَ نفسٌ وهي طــائــعةً .... وإنمــا تلكَ تُــدعى لُعبــةَ القـــدرِ
وأيَ أفئـــدةٍ بــالصَبـرِ أن نــردعَهــا .... وأيُّ صبـــرٍ إذا إشتـقنـــا لمصـطبـــرِ
غَــداً سأوصــدُ بــابَ الذُكـريـاتِ على .... أحلى الأمـاني التي غنّى لها عمُـري
علي الخليفاوي - 30 / 5 / 2011م

تنبيه : المرجوا عدم نسخ الموضوع بدون ذكر مصدره المرفق بالرابط المباشر للموضوع الأصلي وإسم المدونة وشكرا
Facebook
Google
Twitter
0
علي الخليفاوي

0 التعليقات: